هل يستطيع التونسي شراء سيارة أما أن “البغل و الكريطة” هو الحل ؟
تونس تأتي في المرتبة الخامسة في مؤشر السيارات العالمي
آخر الدراسات تؤكد أن تونس تأتي في المرتبة الخامسة في مؤشر السيارات العالمي من بين أغلى البلدان في شراء و استغلال السيارات ، بعد كوريا الشمالية وكوبا ونيكاراغوا وماليزيا. تأكيدًا لما يمر به كل مالك سيارة تونسي ، تعتبر السيارات الجديدة والقديمة في تونس من بين الأغلى في العالم.
و بالنظرفي أسعار 20 طرازًا من أكثر السيارات مبيعًا في تونس وفرنسا والمغرب والجزائر ومصر وعدد قليل من دول الشرق الأوسط الأخرى ، ووجد أنه لا توجد سيارة واحدة أغلى ثمناً في البلدان الأخرى من ثمنها في تونس مع تاكيد وصول أسعار السيارات إلى 200٪ و 300٪ مقارنة بمتوسط أسعار البيع في جميع أنحاء العالم .
يعتقد البعض أن هذا يرجع أساسًا إلى سياسة الحكومة الضريبية المرتفعة والتي يبدو أنها تعاقب مشتري السيارات. يعتقد البعض الآخر أن ذلك يرجع إلى حقيقة أن دائرة محدودة فقط من رجال الأعمال لديهم القدرة والامتيازات لاستيراد وبيع السيارات في تونس و بالتالي لديهم القدرة الكاملة على التحكم في الأسعار .
تختلف الأسباب ، فهي لا تبدو واضحة ، لكنها أدت بالتأكيد إلى سوق سيارات باهظة الثمن في البلاد ، لكل من السيارات الجديدة والمستعملة.
مثلا تبلغ تكلفة سيارة Audi Q3 في المتوسط 105 ألف دينار تونسي في جميع أنحاء العالم ، وفي تونس تباع بسعر 164 ألف دينار تونسي و قس على ذلك باقي أنواع مختلف السيارات الاخرى دون ان ننسى باقي المصاريف الجانبية والجوهرية بعد شراء السيارة مثل رسوم التسجيل والتأمين ورسوم السلع والخدمات و تأمين السيارة و أداءات الجولان على طرقات معطبة و ذات مطبات تستدعي الإصلاح و الترميم و أحيانا لا توجد أساسا هذا مايجعلنا نعيش كنتيجة لذلك حقيقة أن امتلاك سيارة يمثل مشكلة أكبر من قيمتها.
المشكلة تكمن في عدم وجود انسجام مالي عادل في تونس. يبدو أن أي نوع من المنتجات المستوردة له أسعار مرتفعة للغاية مقارنة بقيمته الحقيقية .
و أمام هذا الارتفاع المجنون لأسعار السيارات الجديدة في تونس و كنتيجة مباشرة كان له الأثر على أسعار السيارات المستعملة التي أخذت هي الاخرى نسق تصاعدي يصعب الأمر على التونسي و هذا ما فاقم الوضع أكثر .أما ما يسمى بالسيارات الشعبية فصفوف طويلة و قد تدوم بالسنوات و الاعوام دون طائل للوصول الى غاية أو “حلم” إمتلاك سيارة .