لماذا يتم التعامل مع الحشرة القرمزية على أنها مرض عادي و ليس وباء ؟!!

آفة تلتهم "فاكهة الفقراء" فما الحل و أين الحل ؟

تعتبر الحشرة القشرية القرمزية Dactylopius opuntua من الآفات الخطيرة بالنسبة إلى غراسات التين الشوكي، إذ تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

تنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة حيث يقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف القادمة من المناطق الموبوءة.

لكن وفق تأكيدات و انطلاقا من وقائع خطيرة  أكد عادل كريم مكلف بالفلاحة البيولوجية باتحاد الفلاحة، اليوم الثلاثاء 25 جوان 2024،  أن وزارة الفلاحة تتعامل مع الحشرة القرمزية على أنها مرض عادي وليس وباء وفوتت فرصة القضاء عليه بسبب البيروقراطية في الإدارة، وفق قوله.

واعتبر عادل كريم، أن جلب 100 دعسوقة مكسيكية للقضاء على الحشرة القرمزية هو ليس حل شامل وإنما هو حل ترقيعي، مضيفا أن هذا الوباء يتطلب حل شامل.
وبين أن هناك عشرات الالاف من الهكتارات من التين الشوكي في تونس مصابة بالحشرة القرمزية، مبرزا أن هذا الوباء أول مرة يدخل إلى تونس وهناك عدم فهم لهذا الوباء وكيفية التعامل معه.
وأوضح أن هناك 12 ولاية في تونس مصابة بالحشرة القرمزية والأمر خرج عن السيطرة حسب وصفه .

 الجدير بالذكر كشف مؤخرا  الخبير الزراعي في المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بجامعة قرطاج الدكتور بوزيد نصراوي أن “مكافحة الحشرة القرمزية عملية شاقة نظرا إلى صعوبة الولوج داخل مزارع التين الشوكي التي عادة ما توجد في أراض هامشية غير منبسطة وتمتد على مساحات شاسعة، وحسب تجربة المغرب الأقصى الحالية بإحاطة ودعم من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعتمد هذه المكافحة مبدئيا على الطريقة الكيميائية في انتظار تطوير طرق أخرى بيولوجية وزراعية والبحث على أصناف مقاومة أو على الأقل متحملة للآفة”.

وتابع: “يجب على المصالح المختصة بوزارة الفلاحة الاستعداد بشريا وماديا وماليا لهذا التهديد الخطير، لأن انتشار مثل هذه الآفات والأمراض ينتقل بسهولة بين الدول المتجاورة، الموضوع خطير جدا باعتبار الأهمية القصوى لزراعة التين الشوكي لدى جانب كبير من الفلاحين وارتباط موارد رزق الكثير من سكان الريف بهذه الزراعة التي توفر غذاء للإنسان والحيوان، فضلا عن إمكانية تحويلها وتصنيعها.

Exit mobile version