قال رئيس الجمهورية قيس سعيد، لدى استقباله مساء اليوم الأربعاء بقصر قرطاج، رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو، إن مسؤولين وصحفيين قاموا بـ”تأويل تصريحاته بشأن الهجرة حسب أهوائهم لإلحاق الضرر بتونس”.
وأضاف سعيد، في مقطع فيديو نشرته صفحة رئاسة الجمهورية على “فيسبوك” ويوثق زيارة خاطفة وغير معلنة لرئيس غينيا بيساو والرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى تونس، أن الوضعية المتعلقة بأفارقة جنوب الصحراء “لا يمكن تفسيرها من خلال تأويلات رددتها بعض الألسن الخبيثة التي وصفت تصريحاته بالعنصرية”.
وأكد أنه يرفض أية معاملة تسيئ إلى الكائن البشري، والإفريقي على وجه الخصوص، وأن هذه الأمور لا يمكن أن تحصل في تونس، مبرزا في المقابل أن أي بلد لن يقبل بوجود تشريعات موازية لتشريعاته، على غرار عقود الزواج غير القانونية.
وكان الرئيس سعيد أكد، في كلمة يوم 21 فيفري الماضي في اجتماع مجلس الأمن القومي، على ضرورة اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشار إلى ما يمكن أن ينجر عن ذلك من “جرائم” ومن “ترتيب إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية” للبلاد، وهو ما لقي تنديدا من منظمات دولية وإقليمية ومحلية وصلت إلى حد وصف هذه التصريحات بـ”العنصرية” وبأنها “تدعو للكراهية”.
وعبر سعيد في لقائه اليوم برئيس غينيا بيساو عن استنكاره الصارخ لمحاولة البعض تأويل تصريحاته و”إطلاق حملة غير بريئة للإضرار بعلاقة تونس بعدد من الدول الإفريقية”.
واعتبر سعيد أن من قاموا بتأويل تصريحاته “أخطأوا الشخص وأخطأوا العنوان”، مشيرا إلى أن البعض من أفراد عائلته متزوجون من أفارقة جنوب الصجراء، وقال إن له عديد الصداقات من الأفارقة في كلية الحقوق بتونس.
وأضاف أنه دعا فقط إلى احترام القانون التونسي والشرعية والسيادة التونسيتين، مؤكدا أن أفارقة جنوب الصحراء “إخوتنا رغم عدم حملهم للجنسية التونسية.”
كما أكد أن مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بخصوص تدخل قوات الأمن ضد مهاجرين “أفارقة” لا علاقة له بتونس وتم تمريره للإيهام بحصوله في تونس.
من جانبه، عبر رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو عن سعادته بلقاء الرئيس قيس سعيد لمعالجة وضعية أفارقة جنوب الصحراء في تونس، مؤكدا أنه سيقوم “بتصويب الفهم الخاطئ لتصريحات سعيد لدى العديد من الرؤساء الأفارقة لاسيما رؤساء مجموعة دول غرب إفريقيا”.
وتوجه إلى الرئيس سعيد قائلا “لا يمكن أن أصدق أن يكون رئيس تونس، بلد بورقيبة، كارها للأجانب أو عنصريا، فأنت نفسك إفريقي”.
وعبر عن يقينه بأن تونس بلد مضياف لإخوته الأفارقة لاسيما الشباب القادمين من جنوب الصحراء، مذكرا بأن تونس توفر عديد المنح الدراسية للطلبة الأفارقة وهم موجودون بأعداد كبيرة في الجامعات التونسية.
واعتبر أن اختلاف لون بشرة الأفارقة لا يمكن أن ينفي أخوّتهم وانتماءهم لذات القارة، مشيرا إلى أن التونسيين سيفهمون أن “التصريحات التي تم تأويلها ليست الروح ولا منطق الرئيس قيس سعيد”.
وكانت تونس أعلنت الأحد عن جملة من الإجراءات لفائدة المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، منها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة لفائدة الطلبة من البلدان الإفريقية والتمديد في صلاحية وصل الإقامة من ثلاثة إلى ستة أشهر، إلى جانب تسهيل عمليات المغادرة الطوعية وإعفاء المهاجرين في وضع غير نظامي من دفع غرامات التأخير في مغادرة البلاد.
كما أكدت السلطات التونسية أنها ستعمل على تعزيز الإحاطة وتكثيف المساعدات الاجتماعية والصحية والنفسية اللازمة للمهاجرين وكذلك ستعمل على “الحد من ظاهرة استغلال المهاجرين غير النظاميين” من خلال تشديد حملات المراقبة.
اترك رد